أسرار ثعبان التيتانوبوا (Titanoboa) العملاق : سيناريو مرعب لوحش ما قبل التاريخ

يعد ثعبان "التيتانوبوا" واحدًا من أكبر وأضخم الكائنات الزاحفة التي عاشت على وجه الأرض، انقرض هذا العملاق منذ ملايين السنين، ولكن هل تساءلت يومًا ماذا كان سيحدث لو كان هذا الثعبان لا يزال يعيش بيننا؟ في هذا المقال، سنستكشف أسرار هذا الكائن الضخم وتأثيره المحتمل على عالمنا الحديث.  

ثعبان التيتانوبوا (Titanoboa) العملاق

الثعابين من الحيوانات التي بها الكثير جدًا من الفصائل وتصل إلى 300 آلاف فصيلة بين أنواع وأشكال وأحجام مختلفة ، ولكن ظهرت في الأفلام السينمائية بعض المقاطع على الإنترنت صورًا لأنواع كثيرة من الثعابين هل هذا حقيقي؟.

ثعبان التيتانوبوا (Titanoboa) العملاق

يعتبر ثعبان "التيتانوبوا" أو وحش ما قبل التاريخ كما يطلق عليه البعض من الثعابين العملاقة التي عاشت منذ 65 مليون سنة على كوكب الأرض أي في العصر الباليوسيني، أي بعد انقراض الديناصورات بنحو 10 ملايين سنة، يعيش هذا الثعبان العملاق في الغابات القريبة من الماء أي في الأجواء التي تكون فيها درجات الحرارة مابين 32 إلى 35 درجة.

وقد حصل هذا الثعبان على الكثير من الألقاب ومنها "وحش ما قبل التاريخ" و "ملك فصائل الثعابين" وهذا يرجع إلى قوته الكبيرة وحجمه العملاق إذا يصل طول الثعبان البالغ إلى 12 مترا تقريبًا، ويزن نحو 1100 كجم.

ثعبان التيتانوبوا Titanoboa

ليس لدينا الكثير من المعلومات المؤكدة عنه، وهذا بسبب ندرة الحفريات عن هذا الكائن، ويصل طول المولود الصغير من هذه الفصيلة إلى ثمانية أمتار، ومايقرب من 250 كجم.

لا يستخدم هذا الوحش السم لقتل فرائسه، ولكن كان يستخدم العصر لقتل فرائسه، وقدر العلماء قوته بـ 180 كجم للانش، وهذا مقدار مُخيف من القوة، ولتبسيط الأمر وجعلك تستطيع أن تتخيله، فهذا الضغط الناتج عن ذكر بالغ من وحش التيتانوبوا قادر على تحطيم ثلاثة من برج إيفل.

فالحيوانات التي نراها الآن مخيفة وقاتلة بشكلٍ مخيف كانت أمامه ما إلا فرائس سهلة مثل التماسيح والأسود وغيرها من الحيوانات المفترسة، فهو حيوان قادر ليس لديه أي نقاط ضعف يمكن أن يهزم من خلالها.

حجمه عملاق وقادر على قتل أي حيوان أخر في عصره، ولديه قدرة كبيرة على الحركة سواء كانت في الماء أو البر، وكذلك يمكنه التخفي في البيئة الموجودة بها للحصول على فرائسه دون مقاومة كبيرة.

ولكن نقطة الضعف الوحيدة لوحش التيتانوبوا هو عدمه قدرته على الحياة في درجات الحرارة المختلفة عن المناخ المناسب له، وكان هذا السبب الرئيسي في انقراضه، بسبب التغيرات الحرارية التي حدثت في الأرض.

كان يعيش وحش التيتانوبوا في دول أمريكا الجنوبية وبالأخص في مناطق دولة كولومبيا وكذلك في الغابات المطرة المدارية، وذلك لانها تعتبر المناخ الأنسب له وفي هذا المكان كانت تعيش الكثير من الفصائل التي يتغذى عليها من التماسيح مختلفة الفصائل، وكذلك أنواع أخرى من الثعابين.

كان يستخدم الأشجار الكبيرة للتخفي في الأشجار أثناء عمليات الصيد خارج المياه وبمجرد الحصول على الفريسة يقوم بعصرها، ومن ثم يقوم بالتهامها بشكلٍ كامل، وفي المياه كان لديه القدرة على الغوص ككائن بحري واصطياد الحيوانات المائية مثل التماسيح من الأسفل.

في إحدى الدراسات التي تمت على هذا الوحش وجد المتخصصون أن حجم الرأس لثعبان التيتانوبوا يصل إلى 14 كجم أي ما يوازي تقريبًا مولودًا من الغُزلان، وهو قادر على التهام ذكر الغ من الجاموس، والذي يصل وزنه إلى 300 كجم تقريبًا في الوجبة الواحدة.

ثعبان التيتانوبوا Titanoboa

هل تعتقد أن هذا الوحش إذا كان موجودًا في هذا العصر كان سيشكل خطرًا كبيرًا على الإنسان أم أن الإنسان كان في استطاعته السيطرة عليه؟


ماذا لو لم يموت ثعبان التيتانوبوا؟

إذا كان التيتانوبوا قد نجا حتى يومًا هذا ويمكن أن يعيش في المناطق الاستوائية المدارية فهو يرغب بالمناخ الحار ومناطق مثل فينزويلا والبرازيل وخط الاستواء وبيرو وبنما، هذا يحتم على الناس حماية أنفسهم جيدًا من التيتانوبوا.

ومن غير المحتمل أن يتمكن الثعبان من الزحف إلى منزل دون أن يلاحظه أحد، ولن يكون لديه مشكلة هدم نافذة أو حتى كسر باب، لحسن الحظ هذا السلوك غير معتاد بالنسبة للثعابين، ولكن مع ذلك يحب على الناس إحاطة منازلهم بأسوار عالية، والاحتفاظ بصاعق كهربائي تحت الوسادة.

في المدن الصاخبة لن يكون للثعبان الضخم فرصة واحدة للبقاء على قيد الحياة، خذا إذا لم ينتهي به الأمر عن طريق الخطأ في مكانًا ما تحت أنابيب التسخين، يمكن للطعام على شكل فئران أن يناسبه على الأرجح لن يكون مهتمًا بالبشر كمصدر للغذاء.

في أفلام الرعب غالبًا ما تلتهم الاناكوندا الناس ومع ذلك نادرًا ما تهاجم الأشخاص، حيث يمكننا أن نفترض أن سلفه البعيد سيكون أيضًا غير مهتمًا بنا، لكن بالنسبة إلى الناس من الممكن أن يكون التيتانوبوا جائزة مرحب بها، وأي حديقة حيوان في العالم تحلم بالحصول عليه.

ومن أجل جلده سيكون هناك مطاردة حقيقية للأشخاص الذين سيصطادون هذه الثعابين الضخمة، سيصبحون أبطالًا قوميين،ام بالنسبة إلى حنية الثعابين الفائقة فستجد شيئًا في عالمنا شيئًا تأكله كالتماسيح والسلاحف والدلافين النهرية، كما ستواجه الحيوانات على البر أيضا وقتا عصيبًا.

ثعبان التيتانوبوا Titanoboa
ثعبان التيتانوبوا Titanoboa

التيتانوبوا لا يمانع في أكل السمك لان هذا هو نظامه الغذائي المألوف نتيجة لذلك ستنكسر السلسلة الغذائية، فمن المحتمل أن تهاجر بعض الحيوانات إلى مناطق أكثر أمانا، ولكن حيوانات الامازون ستقل بشكلٍ رهيب وعمدها ستبدأ الحشرات والفطريات في الازدهار، قريبا جدا لن يكون هناك أي أثر للنباتات ذات يوم.

في العصور القديمة حتى السلاحف كانت بحجم طاولة المطبخ، تناول واحدة فقط وستشعر بالشبع طوال اليوم، لكن مثل هذا الوحش سيحتاج إلى عشرات السلاحف، وبالإضافة إلى السلاحف كان يتغذي على البليزوصورات، لكن في عالمنا يمكن أن يبحث عن بديل.

على الأرجح سوف ينتقل إلى الثدييات البحرية الكبيرة، لم يستطع ابتلاع حوت دفعة واحدة لكت جزئيا بالطبع يمكنه أكله تمامًا، مثل هذا الجسم الضخم يحتاج إلى أطنان من الطعام مثل مطحنة اللحم العملاقة.

سيعاني الناس بشكلٍ كبير من نقص الأسماك في البحار والمحيطات، الصيد بحد ذاته سيكون محفوفًا بالمخاطر نظرا لوجود خطرًا تحت الماء، حيث يجب بناء السفن لتكون أقوى بكثير، وإذا انقرضت الحيتان ستبدأ كارثة مناخية.

لن يكون هناك شيئا لاستخراج آلاف الأطنان من الكربون من الهواء، في الأعماق تحت الماء ستكون هناك معركة يومية من أجل الحياة.


إقرأ أيضًا :
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-