قضية شبح هايلبرون الذي طاردته الشرطة الألمانية لمدة 15 عام - Phantom of Heilbronn

شبح هايلبرون

تنتشر مجموعة من الجرائم في أوروبا، من جرائم قتل وسرقة، وكانت بين عامي 1993- 2009، وأشهرها كانت لمقتل شرطية، الجريمة التي حدثت في مدينة هايلبرون (Heilbronn) الألمانية عام 2007.


كان العامل المشترك بين هذه الجرائم هو الحمض النووي لسيدة مجهولة، تم اكتشاف الحمض النووي في كافة مسارح الجريمة، ورغم كل الجهود المبذولة إلا أن الغموض وراء هذه الجرائم لم يتم حله، فقد حاولت الشرطة الربط بين هذه الجرائم لكنها لم تتمكن من الوصول إلى شيء.

شبح هايلبرون - Phantom of Heilbronn

تبدأ قصتنا في 23 مايو من عام 1993، وهو اكتشاف سيدة مقتولة خنقًا داخل منزلها، السيدة التي كانت تبلغ من العمر 62 عامًا، حيث لم يكن هناك أي دليلًا على هذه الجريمة إلا الحمض النووي.


وفي ذلك الوقت لم يكن هناك تحليل للحمض النووي، ولكن كان هناك مقارنات بين عينات الأحماض وبعضها وتحديدًا الأحماض الخاصة بالمجرمين، الشرطة تقوم بأخذ عينة من الحمض النووي الذي تم العثور عليه داخل المنزل لفحصه ومقارنته بالأحماض الاخرى، لكنها لا تتوصل إلى أي دليل، وفي النهاية تُنسب وتغلق القضية ضد مجهول.


في 21 من مارس من عام 2001، تحدث جريمة جديدة لرجل مسن تم قتله خنقًا داخل منزله، وكان منزل هذا الرجل قريب من المنطقة التي حدثت بها الواقعة السابقة، ومثل الجريمة الأولى المجرم يترك الحمض النووي في مسرح الجريمة.


ويتم مقارنة الحمض النووي بالحمض النووي الذي تم العثور عليه في مسرح الجريمة الأولى، لتتوصل الشرطة إلى أن مرتكب الجرائم هو نفس الشخص.


وبعد مرور خمسة أشهر، تعثر الشرطة على الحمض النووي نفسه، لكن هذه المرة تم تعبئته داخل محقنة تحتوى على بقايا من مخدر.


بعد ذلك تعثر الشرطة على الحمض النووي مرةً آخري، لكن هذه المرة في جريمة سرقة، ففي يناير من عام 2003، يحدث أقتحام لأحد المكاتب في مدينة ديسن (Dissen)، وعند جمع الأدلة توصلت الشرطة إلى الحمض النووي نفسه.


وفي نفس العام يتم سرقة سيارة، وتعثر الشرطة على السيارة وبمجرد فحصها يتم العثور على نفس الحمض النووي، في هذا الوقت تمكنت الشرطة من تحديد جنس الجاني، الجاني هي سيدة من أصل أوروبي أو روسي، وبالنسبة لأسلوبها فهي سارقة ومدمنة وقاتلة متسلسلة.


كان لديها شغف بقتل الكبار في السن، وهذا كان أبعد استنتاج توصلت إليه شرطة الهايلبرون الألمانية، ومن هنا ظهر الاسم الشهيرة للقضية بعد ذلك وهو "قضية شبح الهيلبرون".


في عام 2004 تحدث جريمة سرقة في فرنسا، حيث تعثر الشرطة على الحمض النووي لشبح الهليبرون، وفي عام 2005 تحدث جريمة مختلفة قام فيها أخ بإطلاق النيران على أخيه.


الجريمة التي تم تصنيفها على أنها جريمة شروع في قتل، حيث كانت الشرطة على علم بالجاني والمجني عليه، وعند قيامهم بفحص مسرح الجريمة يعثروا على المفاجأة وهي الحمض النووي لشبح الهيلبرون، والذي كان يوجد على إحدى الرصاصات.


بعد فترة تحدث جريمة اقتحام لمنزل في عام 2006، لكن الجديد هذه المرة هو وجود شهود عيان على واقعة السرقة، رجل قام بإلقاء حجارة على نافذة من نوافذ المنزل، تصل الشرطة وتقوم بتحليل مكان الحادث وكالمعتاد العثور على الحمض النووي مرةً آخري.


كان الحمض النووي لسيدة وليس لرجل أبدًا، لكن الشهود ذكرت أن مرتكب الجريمة كان رجل، وفي عام 2007 تحدث جريمة لكن في دولة النمسا، الحمض النووي كان موجود في 20 مسرح جريمة، وكان هذا بين عامي 2003 - 2077 وفي ثلاثة دول مختلفة، لكن لا يوجد شهود أو كاميرات مراقبة.


ومن هنا يظهر الاسم الثاني "سيدة بلا وجه"، استمرت هذه القضايا على نفس النمط، إلى أن تأتي القضية التي غيرت القصة بأكملها.


اثنين من أفراد الشرطة الألمانية يوم 25 إبريل من عام 2007، الشرطي مارتن أرنولد (Martin Arnold) وصديقته ميشيل كيسيويتير (Michele Kiesewetter)، كانوا يجلسون داخل سيارة الشرطة الخاصة بهم.


وإذا فجأةً يأتي شخصًا مجهولًا ويقوم بإطلاق النيران نحوهم، تتوفي ميشيل على الفور ويصاب مارتن، ويقوم الشخص المجهول بسرقة متعلقاتهم الشخصية، ما ذكره شهود العيان أن الشخص المجهول كان رجلًا، لكن الحمض النووي الموجود داخل مسرح الجريمة أثبت عكس ذلك وأن منفذ الجريمة هو شبح الهليبرون.


ومن هنا بدأت الشرطة الألمانية في تغيير منهجها في عمليات التحقيق، وذكروا أنه من الممكن أن يكون مرتكبى الجرائم فردين وليس واحدًا، لأن سبق ورأت شهود عيان رجل قام بارتكاب جريمتين قبل ذلك.


في يناير من عام 2008، يتم قتل ثلاثة ضحايا وتنقل أجسامهم وتلقى في النهر، وتعثر الشرطة على الحمض النووي نفسه، وهذا المرة كان يوجد داخل سيارة الضحايا.


تعثر الشرطة على الحمض النووي في ستة جرائم بعد ذلك، وكان هذا بين 23 مارس - 9 إبريل من نفس العالم، في 9 مايو يتم العثور على الحمض في مسرح جريمة سرقة، وفي هذه المرة قام الحرامي بمهاجمة سيدة وسرقتها، حيث لم يكن الحمض موجودًا على المسروقات بل كان موجد في المكان الذي حدث بداخله السرقة.


وفي أكتوبر من عام 2008، تعثر الشرطة على ممرضة متوفية داخل سيارتها، وأيضًا العثور على الحمض النووي في مسرح الجريمة، وكانت هذه الجريمة الأخيرة لشبح الهيلبرون.


عملية البحث عن السيدة المجهولة أو السيدة الشبح كانت ضخمة، الشرطة كانت تبحث عنها في كافة ارجاء المانيا، حيث انضمت إليها الشرطة الفرنسية والشرطة النمساوية، بالإضافة إلى عرض مكافأة بلغت قيمتها 300,000 ألف يورو لمن يعثر أو يدل في القبض عن شبح الهيلبرون.


في عام 2008، تقوم الشرطة بنشر رسم تقديري للسيدة المجهولة، وهنا ظهرت فكرة جديدة للشرطة، وهي أن يكون المجرم رجل يقوم باستخدام حمض نووي خاص بسيدة للتهرب من الشرطة، لأنه من المستحيل بعد مرور 15 عام أن تكون هذه السيدة مازالت على قيد الحياة.


ففي يناير عام 2009، يتم عقد لجنة مخصصة للتحقيق في القضية، التحقيق الذي يصل بالشرطة إلى فرنسا، خصوصًا لشخصية سافرت من ألمانيا إلى فرنسا تطلب الحماية، هذه الشخصية توفت على أثر حرقها عام 2002.


وعندما حققت الشرطة في الأمر عثرت على الحمض النووي لشبح الهيلبرون، بعد هذه السنوات الشرطة تعود للقضية وتأخذ عينة من الحمض النووي، وهنا لا يتم العثور على الحمض النووي لشبح الهيلبرون، هنا علمت الشرطة الالمانية أنها وقعت في خطأ كبير.


الحمض النووي الذي تم العثور عليه في مسارح الجريمة لم يكن لمجرمة سفاحة، بل كان الحمض موجودًا على المساحات القطنية (عيدان تنظيف الآذان)، والمسحات القطنية هذه التي كانت تستخدم في جمع الأدلة.


الشرطة الالمانية كانت تبحث عن مجرمة ليست موجودة، وهذا ما سبب في تعطيلهم عن حل بقية الجرائم على مدار هذه السنوات، الحمض النووي كان لعاملة من عاملات المصنع للمساحات القطنية.


وما حدث أن هذه السيدة قامت بتلويث المساحات القطنية بطريقة ما، حيث كان الخطأ الواقع على الشرطة الألمانية، كانت تعثر الشرطة على أحماض نووية لأشخاص آخري، وكانت تقوم بالقبض عليهم وكانوا ينفون بوجود شركاء في الجريمة.


لكن الشرطة الألمانية ظلت متمسكة برأيها، الجرائم التي وصلت إلى 6 جرائم قتل و40 جريمة اقتحام وسرقة، وكل هذا دون أن يراها أحد.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-