هل "يَخلُق من الشبه أربعين" فعلًا؟ وما هو أساس تلك المقولة؟ - أسباب التشابه بين الناس

التشابه الذي نراه بين بعض الأشخاص والذي يكاد أن يصل في بعض الأحيان إلى أن يكونوا وكأنهم توأم، هو في الحقيقة يرجع إلى سببين رئيسيين.

أسباب التشابه بين الناس

أسباب التشابه بين الناس


أولهم : هو أن الحمض النووي لشخص بشكل عام يتماثل بنسبة 99,9% مع شخص آخر موجود حوله حتى إن لم يكن يعرفه أو على صلة قرابة به، وهذا الأمر ينطبق على جميع البشر في اختلاف 0,1% بين كل البشر وهذا الاختلاف البسيط هو السبب الذي يؤدى إلى الاختلافات من ضمنها الشكل.


والسبب الرئيسي في أن الحمض النووي يتشابه بنسبة كبيرة، يرجع إلى أن الجميع في النهاية يرث الحمض النووي من أب واحد وهو أبو البشر "آدم" عليه السلام.


لكن بالرغم من تشابه الحمض النووي إلا أن مكان الميلاد والظروف الجوية واختلاف موطن الأجداد، يسبب اختلافات آخرى والتي تعتبر السبب الثاني، والذي يتمثل في تداخل الأصول العرقية.


حيث لا يوجد شخص على وجه الأرض أصوله العرقية نقية بنسبة 100%، لا يوجد شخص حمضه النووي الخاص به يرجع إلى منطقة جغرافية واحدة، والسبب الرئيسي في ذلك هو الهجرة والتداخل بين الشعوب وبعضها.


وهذا يمكننا أن نراه في بعض الحالات دون الحاجة لعمل تحليل للحمض النووي، وهو أن نرى شخصًا ذات ملامح ولون بشره تكون بعيدة كل البُعد عن المكان الذي ينتمي إليه.


وهذا يجعلنا ننتقل إلى جزء آخر من الرد على السؤال، هل من الممكن أن يتشابه شخصين في كل شيء، وهذا ما يقصد به "يَخلُق من الشبه أربعين" ؟


هل يخلق من الشبه اربعين فعلاً؟


الإجابة لا، لا يوجد شخصين على سطح الأرض يتشابهون تمامًا طالما لم تربطهم صلة قرابة، حيث من الممكن أن يتشابهوا في بعض الملامح، لكن التطابق في حد ذاته شبه مستحيل، والذي يدعم هذا الكلام هو البحث الذي أجرته عالمة الأحياء "تيجان لوكاس" مع فريقها من جامعة أديلايد (University of Adelaide) الأسترالية.


القائمون على البحث كان غرضهم الأساسي أن يروا هل من الممكن أن شخصين متشابهين أن يكونوا متطابقين بنسبة 100% دون أي صلة قرابة؟، بالفعل قاموا بتحليل عدد من الوجوه والتي وصلت إلى أكثر من 4000 ألف وجه شخص.


حيث قاموا بقياس المسافات بالملي بين السمات الرئيسية في الوجه، وهي العين والأذن والأنف والفم، وكانت النتيجة صادمة !


حيث وجد أن فرصة تتطابق الأبعاد في الوجوه بالملي أقل من واحد من كل تريليون شخص، وهذا يعني أن فرص التطابق التام تكاد تكون معدومة.


ما ذُكر سابقًا يدل على عدم وجود شخصين على سطح الأرض متطابقين أو متشابهين، لكن هذا عكس ما نراه على أرض الواقع، حيث نرى أشخاصًا في حياتنا يكونون نسخة طبق الأصل من أشخاص نعرفها،


بل يوجد الكثير من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من المشاهير بجانبهم أشخاصًا أخرى تشبههم تمامًا، فكيف لا يكون هناك شخصان على سطح الأرض متطابقين في الشبه؟


لماذا نرى أشخاصًا تكون طبق الأصل من أشخاص نعرفها؟


في الحقيقة المقصد من الكلام السابق، هو أن لا يوجد تطابق في الشكل طالما لايوجد صلة قرابة، لكن هذا لا يمنع وجود تشابه بين بعض الأشخاص.


ويرجع سبب شعورنا أن الأشخاص متطابقين إلى النظرة السطحية أو النظرة الأولية لهم، لكن عند التركيز في أشكالهم سوف نجد أنهم لا يتشابهون بين بعضهم، يوجد تشابه لكن هناك اختلافات اخرى كثيرة، وهذا يمكن تميزه عن طريق التفرقة بين التوأم المتشابه.


التوأم يوجد بينهم بعض الاختلافات ولكن ليس بالكبيرة، وما يحدث معهم أن أي شخص يراهم للمرة الأولى يذكر أنهم متشابهون بدرجة كبيرة جدًا، لكن الشخص الذي يقول ذلك هو ببساطة لأنه أول مرة يراهم.


لكن إذا تعامل معهم أكثر من مرة ورآهم كثيرًا، سوف يجد أنهم مختلفون في الشكل وجود الكثير من التفاصيل ليسوا متطابقين فيها، وهذه الظاهرة تنتشر في المجتمع بشكل كبير.


وبالرجوع إلى الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحد هذه الصور هي صورة لمؤسس موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "مارك زوكربيرج" وعلى الجانب الآخر الملك فيليب الرابع.

هل "يَخلُق من الشبه أربعين" فعلًا؟ وما هو أساس تلك المقولة؟ - أسباب التشابه بين الناس

سوف نلاحظ بسهولة الاختلاف في حجم العيون وحجم الفم، بالإضافة إلى، إذا قمت بالبحث عن هؤلاء الأشخاص سوف تجده الشبه بينهم أضعف بكثير، وذلك لأن من يقومون بجمع هذه الصورة مع بعضها، يكون هدفهم الأساسي هو العثور على أكثر صورتين لشخصين متشابهين، لكن عند تدقيق النظر إليهم سوف تلاحظ الاختلافات.


بعد الاتفاق على أنه لا يوجد تطابق بنسبة 100%، لكن بالرغم من ذلك يوجد تشابه بين بعض الناس، ولذلك دعونا ننتقل إلى سؤال في غاية الأهمية.


كيف يوجد أشخاص تتشابه في الشكل على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بينهم؟


السمات المميز لأي شخص هي العيون والأنف والأذن والشعر وشكل الوجه، بالإضافة إلى سمات أخرى تحدد ملامح الشخص، لكن الشاهد هو أن عدد البشر حوالي 8 مليار نسمة، وهذا رقم كبير جدًا مقارنة بعدد السمات.


وبناءًا عليه من الطبيعي أن يوجد أشخاص تشترك في نفس الصفة أو إثنين من هذه السمات عن طريق الصُدفة، بالإضافة إلى ذلك عندما ترى العينين أي وجه لشخص تقوم بنقل الصورة للعقل على هيئة معلومات.


حيث أن المخ الإنسان جيد جدًا في تذكر الوجوه، لكن للآسف ليس بنفس الدرجة في تذكر كافة التفاصيل، أي من السهل الانخداع في أشكال الوجوه والربط بينهم.


أساس مقولة يخلق من الشبه اربعين وسبب اختيار رقم ٤٠


هذا المثل ما هو إلا مجرد جملة مجازية عن وجود تشابه بين بعض الأشخاص، والسبب في اختيار الرقم 40، ما هو إلا رقم يعبر عن المبالغة في وصف الشيء.


وسائد العرف بين الناس استخدامهم هذا الرقم كأسلوب للمبالغة، وهذا يوجد في أمثلة آخري كثيرة مثل :


  • مَن عاشر قومًا أربعين يومًا صار منهم
  • عيار الشبع أربعين لقمة وغيرهم من الأمثلة .


إقرأ أيضًا :
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-