القضاعة العملاقة (Giant otter) حيوان تخشاه التماسيح والافاعي ! - إليك معلومات عنها

جميعًا نعلم أن عضة واحدة من التمساح ممكن أن تدمر أي حيوان على وجه الأرض، ولأنه على علم بمدى قوته بشكل كبير فأي شيء يمر أمامه مهما بلغ حجمه أو شراسته يعتبر بالنسبة له وجبة مُباحة.

القضاعة العملاقة (Giant otter) حيوان تخشاه التماسيح والافاعي ! - إليك معلومات عنها

على ضفاف نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية مجموعة من التماسيح يقابلها  من الخلف قضاعة عملاقة، حيث قامت هذه القضاعة بالمرور من أمام تلك المجموعة من التماسيح، حركة لا يجرؤ أي حيوان آخر على فعلها.


وعلى الرغم من أن القضاعة العملاقة ليست أكبر الحيوانات ولا أشرسها، وتناول التماسيح للجاموس والقروش والطيور والزواحف وغيرها، إلا أنهم لا يقتربون منها، والسبب أنهم على علم بما سوف يحدث لهم من عواقب.


هذه القضاعة ليست بمفردها، فهي جزء من عائلة من الممكن أن يُطلق عليها عصابة أو مافيا، من يقترب ناحية فرد من أفرادها يكون قد اشترى عداوة العصابة بأكملها، فهناك الكثير من الحوادث المرصودة لعصابات القضاعة وهي تهاجم التماسيح وتعذبها داخل الماء.


لكن في البداية دعونا نتعرف على القضاعة، ولماذا ليس لديها مشكلة في مواجهة أشرس وأخطر الحيوانات على وجه الأرض، بل وبث الرعب في قلوبهم لدرجة الخوف من مهاجمتها من الأساس.



القضاعة العملاقة - Giant otter

القضاعة العملاقة (Giant otter)

القضاعة العملاقة أو Giant otter، والمعروفة بأكثر من اسم حسب البلد، فيعرف في البرازيل باسم جاكوار الماء، وفي أسبانيا يعرف باسم كلب الماء أو ثعلب النهر، وهو حيوان من الثدييات المنتمية لفصيلة العرسيات ويعتبر أطول الأنواع من بين جميع العرسيات على الإطلاق.


وعائلة القضاعة تضم ثلاثة أعضاء آخرين على نفس القارة في أمريكا الجنوبية، قضاعة الإقليم المداري الجديد(Neotropical otter)، وقضاعة النهر الجنوبي(North American river otter)، والقضاعة البحرية(Sea otter)، لكن القضاعة العملاقة هي أكبرهم وأخطرهم على الإطلاق.


وهنا لا نذكر القضاعة اللطيفة الذي تستلقي على ظهرها في الماء وتلوح بأيديها كما موجود في المقاطع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، هنا نتكلم عن حيوان معظم لقطاته عبارة عن تعذيب وسفك دماء للحيوانات الذي يفترسها.

القضاعة البحرية (sea otter)

حجم القضاعة العملاقة


وفي الوقت التي تتراوح فيه أطوال القضاعات الأخرى ما بين 62 -120 سم، القضاعة العملاقة ممكن أن يصل طولها إلى متر و70 سم، أي تبلغ طول إنسان بالغ في حالة الوقوف، بخلاف وزنها الذي يصل إلى 34 كيلوجراما.

القضاعة العملاقة (Giant otter)

مميزات القضاعة العملاقة


تمتلك القضاعة العملاقة ذيل عضلي،وحاسة سمع قوية، ونظر حاد، وحاسة شم قوية، بالإضافة إلى قوة تحمل رهيبة، ومع ذلك كل هذا لا يعبر عن الميزة الأهم والأقوى عندها والسبب الرئيسي في خوف الحيوانات المفترسة منها.

القضاعة العملاقة (Giant otter)

هذه النوعية من الحيوانات اجتماعية بشكل كبير، حيث تعتاد على العيش داخل أعداد كبيرة من الممكن أن تصل إلى 20 فردًا، يقومون بجميع أنشطهم بالتعاون مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى امتيازهم بعدوانية شديدة وتحديدًا في الدفاع عن مناطقهم.


وتتكون العائلة من أب وأم وصغار تعيش مع بعضها داخل أوكار أو حُفر يقومون بإنشائها بالقرب من ضفاف الأنهار، هذه الأوكار تكون ضخمة ولديها أكثر من مدخل وغرفة، وواحدة من هذه الغرف تكون غرفة مخصصة للولادة، وهي العملية التي تحدث بين شهري أغسطس وسبتمبر.


ولادة وتربية صغار القضاعة العملاقة


تلد الأم في المرة الواحدة من صغير واحد إلى ستة صغار، وتظل تحافظ عليهم لمدة شهر تقريبًا، ومع شهر أكتوبر أو نوفمبر تبدأ الصغار الخروج من هذا الوكر، وسبحان الله - في هذا الوقت يكون منسوب المياه منخفضًا، بالإضافة إلى كثرة الأسماك في المنطقة.

القضاعة العملاقة (Giant otter)

وهذه العملية تسهل على الأم والأب عملية الصيد لإطعام صغارهم، وفي الوقت نفسه تسهل على الصغار تعلم عملية الصيد بأنفسهم، ومن العجيب في هذه المرحلة أن عملية الصيد لا تقتصر على الأم والأب فقط لاصطياد الطعام الكافي للصغار.


بل أن أولادهم الأكبر سننًا تشترك في عمليات الصيد بغرض توفير الطعام لإخوانهم الصغار، وهذا يدل بوضوح على مدى التعاون الذي يجمع بين أعضاء الأسرة الواحدة بين ثعالب النهر.


لكن مع ذلك وعلى الرغم من هذا التعاون، يمكنك أن تراهم وهم يقومون بعمليات الصيد بمفردهم أو داخل أزواج، لكن تكمُن خطورتهم الحقيقية داخل التجمعات.


مميزات كل فرد من القضاعة العملاقة


كل فرد منهم يمتاز بالسرعة والرشاقة الكافية، ويعتادون الهجوم على الفرائس الضخمة كمجموعة ومن زوايا مختلفة وكأنهم ينسقون جهودهم مع بعضهم، فيقوم أحدهم بتشتيت انتباه التمساح من ناحية والآخر يتسلل من الوراء من ناحية أخرى.

فكرة تنسيق الجهود ليست معتمدة على الفطرة وإمكانات كل فرد منهم، اكتشف الباحثون وجود شكل من أشكال التواصل بين ثعالب النهر وبعضها، بعضهم يستخدم مجموعة معينة من الأصوات ليتواصلوا.


سواء كانت أصواتًا تحذيرية أو للطمأنة  أو حتى صرخات لجذب انتباه أي متسلل لمنطقتهم قبل الهجوم عليه، وليس ذلك فقط بل هناك نظام داخل العائلة، وشكل من أشكال التسلل القيادي والانصياع للأوامر.


دور الأم في مجموعات القضاعة العملاقة


معظم العائلات يكون لديها قائدًا أعلى أو مُسيطرًا على المجموعة، وغالبًا ما تقوم الأم بهذا الدور، هي من تتخذ أوقات الخروج للصيد، ومتى تهاجم أو تدافع العائلة.


دور الأب في مجموعات القضاعة العملاقة


ويأتي الأب في المرتبة الثانية، حيث تكون أهم أدواره هي الدوريات الذي يقوم بها بنفسه أو مع أبنائه من الكبار حول منطقتهم، أو الصيد بمفرده في الشهر الذي ترعى فيه الأم صغارها الجدد.


نمو القضاعة العملاقة


والقضاعة العملاقة تنمو بسرعة كبيرة جدًا، بعد مرور ثمانية أشهر من الولادة يكون حجم الصغار كحجم أهلهم من الكبار، ويتمكنون من تميز بعضهم عن طريق علامة بيضاء تظهر على الحلق أسفل الذقن، وأحيانًا ما تظهر في الجزء العلوي من الصدر.

وعندما يقابلون بعضهم البعض يقومون برفع رؤوسهم لبعضهم من أجل إظهار العلامة والتعريف بأنفسهم لبعضهم.


ماذا تتناول القضاعة العملاقة؟


أما بالنسبة إلى حميتهم الغذائية، فهم يتناولون كل ما هو متاح أمامهم، الأسماك تعتبر وجبتهم الأساسية، والثعابين تعد مقبلات بالنسبة لهم، بالإضافة إلى تناول القردة الاناكوندا، علمًا أن القضاعة العملاقة تتناول وجبتها أو فريستها وهي على قيد الحياة.

الاناكوندا الذي يتناولونها، يمكنها أن تفترس بمفردها حيوان الجاكوار أو حتي تمساح الكايمن الأسود والذي يعتبر أحد المفترسين الرئيسيين في مياه الأمازون.


وهناك العديد من المقاطع الموثقة لتماسيح الكايمن وهي تهرب من أماكنها بسبب ظهور القضاعة العملاقة في المكان.


ويوميًا يتناول الفرد الواحد من ثعالب النهر من 3 - 4 كيلوجرامات من اللحوم، أي تحتاج العائلة المكونة من عشرة أفراد يوميًا إلى 40 كيلوجراما من اللحم، ويمكن أن يكون هذا من الأسباب الرئيسية في اتحادهم في عمليات الصيد.


سر تفوق القضاعة العملاقة على أخطر وأقوي الوحوش


لكن غالبًا ما يكون هجومهم على الحيوانات الضخمة ليس من أجل الطعام ولكن من أجل الدفاع عن منطقتهم، والسر في تفوقهم على هذه النوعية من الحيوانات المفترسة والتي تتقدم في الصفوف الأمامية لأخطر وأقوى وحوش الأمازون، هو تعاونهم بالإضافة إلى إمكانياتهم الفردية.

وفي النهاية القضاعة العملاقة أو ثعلب النهر، ممكن أن يعلمنا درسًا في منتهى الأهمية، وهي أن القوة الفردية ليست كل شيء، أحيانًا من الممكن أن يكون الفرد يتمتع بمزايا ومهارات ليس لها حد.


لكن مجموعة أخرى لا يوجد بها فرد يمتاز بنصف إمكانياته، من الممكن أن يتفوقوا عليه في غاية السهولة، نظرًا لاجتماعهم ومساندتهم لبعضهم البعض.


إقرأ أيضًا :
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-