الكثير من الأشخاص ترى أن لقب أخطر الأماكن على وجه الأرض يرجع إلى غابات الأمازون (amazon rainforest)، الغابات الذي تمتد على أكثر من 6.7 ملايين كيلومتر مربع في 9 دول بأمريكا الجنوبية، يوجد بها بعض المناطق نسبة النجاة فيها تكاد تكون معدومة.
كم الحيوانات الموجودة هُناك غير طبيعية، وحتي الأماكن الموجودين فيها إذا مشيت على أراضيها أو سبحت في مياهها أو تسلقت أشجارها وغيرها، جميعها تعرضك للخطر في كل الأحوال.
الخطورة هناك لا تتوقف عند الحيوانات فقط، بل الطبيعة أيضًا من الممكن أن تكون أخطر من أي حيوان مفترس، وبعض أخطر الأماكن في الامازون وراءها قصص واكتشافات أغرب مما تتخيل، أماكن إحتمالية الوفاة فيها 99%.
اليوم الطبيعي لافعى الاناكوندا (Anaconda) في غابات الامازون يمُر كتالي : الاستيقاظ من النوم - النزول إلى الماء - البحث عن تمساح كيمن لافتراسه وابتلاعه، والكيمن الأسود (Black caiman) يعتبر النسخة المُرعبة من التماسيح، إذا تم إعتبار ان التمساح ليس مرعبًا من الأساس.
الكيمن الأسود هو أكبر أفراد عائلته من القاطوريات مع جمجمة أثقل وأعرض من تمساح النيل، والكبير منهم يصل طولهم إلى أربعة أو خمسة أمتار، حيث في بعض الأحيان يصل وزنهم إلى طن، حيث تقوم الاناكوندا بابتلاعه كما هو.
فالاناكوندا من أصحاب الأوزان الثقيلة بل أن الاناكوندا الخضراء (Green anaconda) هي الأثقل على الإطلاق بين أقرانها، لدرجة أن وزنها يصل إلى 250 كيلوغرام، وبالرغم من أن حركتها على الأرض تكون بطيئة بسبب وزنها الكبير، إلا أنها داخل الماء تكون مختلفة تماماً، خفة - تسلل وما إلى ذلك.
إنخفاض منسوب مياه حوض الامازون
في بعض الأحيان تستيقظ الاناكوندا من نومها ولا تعثر على مياه للنزول إليها، الفروقات بين إنخفاض موسم المياه وموسم إرتفاع المياه في بعض المناطق داخل حوض الامازون غير طبيعية، لدرجة أن إنخفاض المياه في الفترة من يونيو إلى نوفمبر، يحول بعض الجداول والروافد إلى ممرات ضحلة لا يوجد بها مياه.
هذه الفترة تكون مكان مفتوح لعدد كثير من الحيوانات المفترسة، والذي ترى هذه المنطقة كطبق كبير ملئ بالخيرات، وهي كافة الأصناف البحرية الذي بسبب نقص المياه تحبس هناك، سواء في البحيرات أو المناطق الضحلة في الأنهار.
فتجد على الجُزر الطافية في نصف المياه، مجموعات من الكيامن السوداء وقطط الجاكوار والاناكوندا وغيرهم، ولك أن تتخيل وجود إنسان بينهم ما الذي سوف يحدث له؟.
لذلك السائحون اللذين يخططون زيارتهم لغابات الامازون، دائمًا ما يأخذون مستوى المياه في الحسبان، لأن إرتفاع منسوب المياه في الفترة من ديسمبر إلى مايو، تسمح للممرات والجداول الذي كانت شبه جافة بالتمكن من حمل القوارب الصغيرة والزوارق وإتاحة المناطق من حولها للاستكشاف، وفي نفس الوقت تجنب تجمع الحيوانات المفترسة.
لكن هذا لا يمنع الصيادين من استهدافهم لموسم انخفاض المياه تحديدا، لكنهم يكونوا على علم ما هي الأماكن المفروض عليهم تجنب الحركة بداخلها، وذلك بدلاً من تحولهم إلى وجبة دسمة للحيوانات المفترسة.
بحيرة سمك الانقليس الكهربائي
في عمق حوض نهر الامازون بالبرازيل أكتشف العلماء اكتشافًا عجيبًا من نوعه، وهو بحيرة نائية فيها تحتوي على أكثر من 100 سمكة انقليس رعاد (Electrophorus electricus) أغلبهم يصل طولهم إلى 20 سم وفي طريقهم للوصول إلى 2 متر، علمًا أن هذه النوعية من المخلوقات يُعرف عنها أنها مخلوقات انعزالية وتصطاد بشكلٍ منفرد، ومن الصعب أو يكاد من المستحيل أن تتجمع مع بعضها البعض بأعداد كثيرة في نفس المكان بل يتعاونوا في عمليات الصيد.
ولك أن تتخيل مظهر التعاون الخاص بالانقليس الرعاد، اى تشبه مجموعة من الأشخاص يقفون جانب بعضهم البعض مستخدمين بايدهم صواعق كهربائية لصعق الضحية، فالانقليس الرعاد على الرغم من اسمه إلا أنه ليس انقليس بل ينتمي لمجموعة من الأسماك المعروفة بإسم السكينيات .
هذه النوعية تمتلك مجموعة من الأعضاء على جانبي الجسم تنتج من خلالها تفريغات كهربائية تصل قوتها إلى 860 فولت، تستخدم في الأساس لاكتشاف الفرائس والتواصل مع بقية الفصيلة وكوسيلة دفاعية هجومية في صعق الحيوانات البحرية وشل حركتها، والدراسة الذي قادها الباحث (David de Santana) وهو باحث للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.
لاحظ من خلالها أن البحيرة الموجودة على ضفاف إريري في ولاية بارانا بالبرازيل، أن أسماك الانقليس بها تنقسم لمجموعات تصل المجموعة الواحدة إلى عشرة أفراد، ويتمكنوا من محاصرة أهدافهم من مجموعات أسماك التترا (Tetra fishes) قبل شَنَّ عليهم هجمات كهربائية متزامنة، يتم فيها صعق الأسماك وشل حركتها.
وعلى الرغم من أن الصدمة الكهربائية من الانقليس ليس لها ضررًا حقيقيًا على جسم ضخم كجسم الإنسان، إلا أنه هنا لا نتحدث عن صدمة واحدة بل مائة سمكة تعمل بشكلٍ جماعيًا، والعجيب أيضًا أنه بالرغم من أن الصيد من خلال مجموعات هو أمرًا شائعًا بين الثديات، إلا أنه من أندر الصفات الذي يمكنك أن تراها بين الأسماك، وما بين كل أنواع الأسماك المكتشفة في العالم، لا يوجد إلا تسعة أنواع فقط المعروفة بالصيد من خلال مجموعات،
نهر شاناي تيمبيشكا - النهر المغلي
في منتصف غابات الامازون في الجزء الخاص بدولة البيرو (Perú) يوجد واحدٍ من أغرب الأنهار في العالم على الاطلاق وهو النهر المغلي أو نهر شاناي - تيمبيشكا (Shanay-Timpishka)، أحد روافد نهر الامازون والذي يمتد إلى مسافة 9 كيلومتر، معروف بين السكان المحليين بإسم القنبلة، ويعتبر النهر المغلي الوحيد في العالم، وبالرغم من درجة حرارته لا تصل فعليًا إلى درجة الغليان إلا أنها على وشك الاقتراب من 100 درجة مئوية.
والعجيب أن النهر ليسه جميعه ساخن، بل العكس، فبداية النهر بارد وفي اخر 6 كيلومتر وأكثر بالجزء السفلي المياه تكون ساخنة إلى أن تصل لدرجة الغليان وخصوصًا في مواسم الجفاف، والأعجب من ذلك أنه لا يوجد مصدرًا واضحًا والمتسبب في سخونة الماء، اى لا يوجد براكين نشطة بالقربة منه.
ففي بداية اليوم تكون مياه النهر باردة وبعد ذلك تسخن إلى أن يصل الليل تبرد المياه مرة آخرى، ومعظم المياه المتدفقة في النهر وتحديداً في موسم الجفاف تكون ساخنة لدرجة أنها تق***تل الانسان.
حيث من المعتاد هناك أن الثدييات الصغيرة والزواحف والبرمائيات الذي تسقط داخل النهر يتم سلقها وهي أحياء ولا يتبقى منها شيئًا إلا العظام، والنظرية الأقرب لتفسير سخونة مياه النهر، هو أن المصدر من باطن الأرض، والمياه بسبب الحرارة الجوفية الذي تتدفق بمعدلات كبيرة، وكلما زاد العمق في باطن الأرض كلما زادت الحرارة.
ومن العجيب أن السكان المحليين يستخدمون هذه المياه في الكثير من الأمور، كالطبخ والتنظيف والصناعة بل أنهم يتمكنوا من معرفة الوقت من خلالها، فلديهم ما يسمّى بـ ساعة البخار في إشارة لنهاية النهار ودخول الليل، وذلك لأن عند دخول الهواء البارد على النهر يفتعل هالة ضخمة من البخار الذي يتصاعد من على سطح النهر.
النهر الأبيض ريو برانكو - نهر البعوض
طبقًا لمنظمة الصحة العالمية فأكثر من سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق البعوض، والغريب أن البعوض ليس منتشرًا في كافة ارجاء الامازون، فعلى سبيل المثال عدم وجود البعوض إطلاقًا بجانب النهر الاسود أو نهر ريو نيغرو أحد أكبر روافد نهر الامازون، وذلك لان المياه هناك فقيرة على مستوى المعادن، وفي نفس الوقت المياه حمضية بدرجة كبيرة حيث تصل إلى 2,9%.
وهذا على عكس ما يوجد بالقرب من النهر الأبيض أو نهر ريو برانكو، فالمياه بداخله غنية بالمعادن وانتشار البعوض بصورة كبيرة نهارًا أو ليلًا،
- فالمالاريا
- الحمى الصفرا
- حمى الضنك
- فيروس زيكا
جميعها أمراض تنتقل عن طريق البعوض، وفكرة دخول الإنسان لمثل هذه المناطق تعني ان نسبة إصابته بمرض من هذه الأمراض السابق ذكرها نسبة عالية جدًا، علمًا أن سنويًا يُصاب حوالي 700 مليون إنسان حول العالم بالأمراض الذي ينشرها البعوض، وللاسف أكثر من 700 ألف إنسان منهم يموتوا سنوياً.