السفاحة الثرية داريا سالتاكوفا
من هى داريا سالتاكوفا ؟
"داريا سالتاكوفا" ، هي إمرأة نتجت عن طريق قصة حب فاشلة ، حيث حولتها من فتاة رقيقة إلى وحش سادي وقاسي ، فهي قاتلة من النوع الأرستقراطى الإقطاعي الذي يسكن في القلاع البعيدة قديماً في القرون الوسطى .
هي إمرأة روسية ، قد عاشت في زمن كاثرين العظماء إمبراطورية روسيا القيصرية ، وولدت عام 1730 ، وتزوجت "داريا سالتاكوفا" من عائلة "سالتاكوفا" هذه العائلة الغنية التي حملت إسمها .
زوج "داريا سالتاكوفا" الذي أنجبا منها طفليين ، قد توفي مبكراً بطريقة طبيعية وهى في عمر الخامسة والعشرين ، حيث في ذلك الوقت لم يكن يظهر عليها أى ملامح إجرامية .
بماذا كانت تتصف داريا سالتاكوفا؟
فقد عرف عن "داريا سالتاكوفا" التقى والإلتزام في أداء فروضها الدينية في الكنيسة ، ما عدا بعض البرود في شخصيتها ، بعد فترة تعرفت "داريا سالتاكوفا" على شاب وسييم يدعى "نيوكلاى تيوتشيف" ، حيث كان يتصيد الأرامل الأثرياء بالغزل وحبه المزيف لهم وذلك من أجل الحصول على المال .
فقد أحبته "داريا سالتاكوفا" وأحست أنه سوف يعوضها عن خسارتها المبكرة لزوجها الذي توفي ، فقد كانت "داريا" تسكن في قصر كبير يوجد في ضواحى موسكو الروسية ، وكانت تمتلك أكثر من 600 عبد حيث بعد ذلك إكتشفت "داريا" أن "نيوكلاى" يحضر نفسه للزواج من فتاة آخرى ، فقد إنفجرت غضباً منه .
حيث أخذت "داريا" بإستغلال نفوذها ، فقد كانت السيدة الأغنى في موسكو بعد "الإمبراطورية كاثرين" فأخذت "داريا" تطارد "نيوكلاى" وحبيبته لفتره وحاولت قتله بعدة طرق ، لكنه تمكن من الهرب منها وكان ذلك من سوء حظ العبيد المساكيين .
فقد تشيير سجلات محاكمة "داريا" أنها بدات بالتعنيف بعدما قام "نيوكلاى" بخيانتها ، حيث بدأ الأمر بإنفعالات بسيطة في وجه الخداميين وتوبيخهم على أسباب تافه ، لكن بدأ الأمر يتطور إلى الضرب ثم التعذيب والقتل إلى سنوات .
فقد تم تحديث الأمر وهو ضرب العبيد بأدوات حادة أو تقوم بتعريتهم بعد التعذيب العنيف وتخرجهم في الصقيع ، وبعض الأحيان كانت تستخدم الماء المغلى لحرق جلود العبيد من الفتيات الصغيرة .
كانت النساء هن الأكثر عرضة لهذا الامر ن مقابل ثلاثة من الرجال فقط ، أخذت "داريا" بتعذيبهم حتى الموت فأنها كانت قاسية القلب متصلبة المشاعر حيث كانت لا تستثنى الحوامل من هذا الأمر وتقوم بتعذيبهم ، كانت الشكاوي المتواصلة تضيع في دهاليز (أماكن خفية) السلطة بسبب نفوذ "داريا" الكبيرة .
قد أشارت التحقيقات ، أن "داريا" كانت تمارس حرق الشعر وإقتلاع أذان الخادميين من خلال كماشة ( الكماشة هي آله صغيرة يستخدمها النجار) ساخنة ، حيث مارست أكل لحوم البشر ، العديد من الحوامل قامت بدهس بطونهن حتى الموت .
كان الفلاحون في مدينة "بودولسك" جنوب موسكو الروسية ، يجدون ويستكشفون الجثث المشوهه في الحقول ، لكن بعد عدة محاولات وبلاغات للشرطة الروسية ، فقد إكتشفوا الفلاحون أن الشرطة فاسدة لا تريد المساس بالسيدة "داريا" الغنية ذات النفوذ .
فقد وصلت أخبار بما تفعله "داريا" إلى إمبراطورية كاثرين فى عام 1762 ، حيث تمكن أحد العبيد من عبيد "داريا" الهروب من قصرها وتقديم شكوى إلى إمبراطورية كاثرين ، فكانت كاثرين العظمى تقوم بالتخطيط لتحقيق العدالة في البلاد ، وكان أحد العبيد قد خسر ثلاث من الزوجات على يد "داريا" وما تفعله من تعذيب ثم قتلهم.
فقد قررت كاثرين بتقديم شكوي للتحقيق في هذا الأمر ، حيث لم تتوقع أنها اشهر القضايا الجنائية في تاريخ بلدها ، وأكثر الفضائح التى دمرت سمعة الطبقة النبيلة الحاكمة في روسيا .
على مدار 6 سنوات ، إستمرت التحقيقات مع "داريا" بواسطة محقق يدعى "ستيبان" الذي قال أن "داريا" رفضت التوبة ، ووفقاً لتحقيقات رجال المباحث الجنائية لمدة إستمرت 6 سنوات ، فقد كان تقريرهم هو أن "داريا" قامت بقتل 139 من الأشخاص كان أغلبهم من النساء .
ما الجزاء الذي حل ب داريا سالتاكوفا ؟
بسبب إلغاء قانون الإعدام في روسيا عام 1754، فقررت كاثرين بأن تجد عقوبة رادعة ترضي سخط الشعب الروسي ، وفي 2 أكتوبر 1768 ، أخيراً صدر الحكم على "داريا" بالسجن مدي الحياة في قبو مظلم أسفل دير "إيفانوفسكي" في موسكو ، ولكن لن يتم هذا الامر قبل أن يتم إستعراضها أمام العامة بطريقة مهينة ، وذلك من أجل تهدئة الشارع الروسي وغضب الفقراء .
تم توجيه "داريا" إلى الساحة الحمراء الشهيرة مع كتابة في عنقها تشير إلى ما فعلته من افعال وحشية وجرائمها المخزية ، فقد تم جلدها وتعذيبها لمدة إستغرقت ساعة بالسلاسل ، ومن ثم تم نقلها إلى القبو المظلم الذي سجنت فيه لمدة 11 عام .
حيث لم يكن لها أن تري الضوء إطلاقاً بأى شكل من الاشكال ، عدا شمعة فقط كانت تضاء لها وقت الأكل حيث كانت تسمع التراتيل من الكنيسة في الدير بالأعلى لكي تعيش في تأنيب الضمير .
في عام 1779 ، تم نقل "داريا" إلى أحد الغرف الموجود في الدير تحتوى على نافذة للراهبات التي تحدثن عن جنونها في هذا الفترة ، حيث كانت تهاجم كل من يمر أمام النافذة بإستمرار حتى موتها عام 1800 ، قد فسر بعض المؤرخين الرغبة البشعة لدى الإقطاعيين بتعذيبهم لعبيدهم وخدمهم حيث أنها تعبير بسيط عن رغبتهم بإثبات مليكيتهم لأجساد البشرية .