لماذا يحب بعض الأشخاص رائحة البنزين؟

عند سؤال مجموعة من الأشخاص عن أكثر رائحة غريبة يفضلونها فغالباً ستدور معظم الاجابات حول رائحة البنزين، وعلى الرغم من أن رائحة البنزين ليست رائحة مثل الروائح العطرية الا أن هناك الكثير من الأشخاص اللذين يستمتعون بها ومن الممكن أن تكون أنت واحداً منهم، فما سبب حب رائحة البنزين لدي بعض الأشخاص.

لماذا نحب رائحة البنزين؟

الروائح مثل رائحة البنزين والورنيش وطلاء الأظافر والدهانات جميعها تتشابه رائحتها تقريباً وذلك لوجود عامل مشترك بينهم وهو مركب (Benzene) البنزين وهو ليس البنزين المستخدم في السيارات بل أن البنزين المستخدم في السيارة المعروف باسم الجازولين هو عبارة عن خليط كيميائي مكون من أكثر من ١٥٠ مركب منها مواد تشحيم ومضادات صدا ومجموعة كبيرة من الهيدروكربونات وغيرها.


تحتوي الهيدروكربونات على أحد المركبات المشهورة وهو مركب البنزين C6H6 وهو عبارة عن سائل متطاير عديم اللون تم اكتشافه للكرة الأولى على يد الكيميائي الانجليزي "مايكل فاراداي" عام ١٨٢٥، ولان واحدة من أهم خصائص البنزين أنه يحتوي على أبخرة سريعة الاشتعال تم إضافة الجازولين إليه حتى يزيد من كفاءة الاستخدام ونتيجة ذلك تحسين أداء ماتور السيارة الداخليه.


عند تعرض مركب البنزين للجو يتبخر بسرعة وتنتشر جزيئاته في الهواء ولذلك يمكن التقاط رائحة البنزين بسهولة وفي لحظة تنتقل هذه الجزيئات إلى المستقبلات العصبية الموجودة داخل الدماغ ومن هنا تبدأ قصة حب رائحة البنزين.


لماذا يحب بعض الأشخاص رائحة البنزين؟


كشفت الأبحاث الحديثة سبب حب البعض لرائحة البنزين وهو أن جزيئات مركب البنزين تتسبب في إفراز هرمون مهم جداً وهو هرمون "الدوبامين" المشهور في الأوساط العلمية باسم هرمون السعادة حيث ان هذا الاسم مستوحي من خلال الوظيفة التي يقوم بها هذا الهرمون.


هرمون الدوبامين هو ناقل عصبي مسؤل عن مركز السعادة في جسم الانسان يتم افرازه بشكل طبيعي عند التعرض لمواقف ممتعة، وبما أن البنزين يساهم في افراز هذا الهرمون داخل الجسم فكل مرة عند التعرض لرائحة البنزين نشعر ولو بقدر بسيط من المتعة وهذا ما يجعلنا نود في شمه لفترة أطول.


مميزات مركب البنزين


أكثر ما يميز البنزين رائحته القوية والتي نشمها في محطات الوقود أصبحنا نطلق على الوقود اسم البنزين وهو في الحقيقة يمثل نسبة صغيرة من التكوين الكيميائي للوقود، اما بالنسبة إلى الروائح القريبة من البنزين سببها هو احتوائها على مركب البنزين الموجود في الجازولين (الوقود).


مركب البنزين من المركبات العطرية الخفيفة المتطايرة وحاسة الشم لدى البشر تتمكن من التقاط رائحته بسهولة جداً حتى إذا كان تركيزه في الجو واحد في المليون يعني ذلك ان نقطة واحدة من البنزين مضافة إلى وعاء من الماء بداخله ٣٨ لتر من الماء يمكن للإنسان شمها بسهولة.


لماذا لا يحب بعض الأشخاص رائحة البنزين؟


اتفق الباحثين على أن الاختلاف بين الأشخاص على حب رائحة البنزين يرجع إلى سببين السبب الأول هو الذوق الشخصي، يُعني ذلك أن ليس شرط أن كل شئ يلعب دوراً في إنتاج هرمون السعادة أن يعجب الأشخاص على سبيل المثال  بالرغم من الشعبية المهولة التي تتمتع بها الشوكولاتة وتحفيزها لهرمون السعادة الا أن هناك البعض يراها عادية جداً ولا يحبونها، نفس الأمر ينطبق أيضاً على رائحة البنزين.


اما بالنسبة إلى السبب الثاني يرجع إلى الذكريات والنفسية حيث أكدت بعض الدرسات أن حاسة الشم هي الحاسة الوحيدة المرتبطة بشكل مباشر بالمنطقة المسؤلة عن تكوين الذاكرة في الدماغ وهي السبب الرئيسي في الذاكرة اللاإرادية، يُعني ذلك انه عند شم أي رائحة تنتقل هذه الرائحة من الأنف ثم إلى منطقة المعالجة العاطفية غي الدماغ والتي تشمل منطقة اللوزة الدماغية والحُصين والمهاد.


اللوزة الدماغية هذه تساعدنا على تقييم وفهم المواقف التي لها علاقة بالعاطفة، والحُصين مسئول عن التعلم وتكوين الذاكرة، فإذا كانت الرائحة مرتبطة بمناسبة سعيدة يتكون عند الإنسان تلقائياً علاقة عاطفية مع الرائحة وكل مرة يشم الرائحة يسترجع فوراً ذكريات الموقف بطريقة لاإرادية.


وبمجرد تطبيق الكلام السابق على رائحة البنزين سنجد أن هناك البعض يكره رائحة البنزين لأنها مرتبطة بادمغتهم  بذكرى سيئة قد مروا بها وليكن حادث سيارة (الله يحفظ الجميع) لكن على الجانب الاخر هناك البعض تحب رائحة البنزين لانها تذكرهم بسفرية ممتعة على سبيل المثال.


هل يعني ذلك أن إذا كان الشخص يمر بمزاج سئ يقوم بشم رائحة البنزين لأنه من مسببات السعادة؟

للإجابة على هذا السؤال لابد من توضيح بعض النقاط وهي من بعد إكتشاف البنزين واكتشاف أهميته بدأ يدخل في الكثير من الصناعات الغذائية حيث كان يستخدم لفصل الكافيين عن القهوة وإعادة شربها مرة اخري، وكما ذكرنا سابقا أن البنزين يزيد من الدوبامين.


النتائج المترتبة على إستخدام البنزين في صناعة مستحضرات التجميل


بدأ يدخل مركب البنزين في صناعة العطور ومستحضرات التجميل ومع مرور الوقت ونتيجة زيادة استخدامها بدأت تظهر أعراض الصداع والغثيان وتهيج العينين إلى أن وصلت إلى الطفح الجلدي وعدم انتظام ضربات القلب ومشاكل في الجهاز التنفسي بل أن في بعض الأحيان كان الموضوع يصل إلى الوفاة، ومن هنا زادت الأبحاث حول مركب البنزين.


عيوب مركب البنزين


اتضح مع مرور الوقت أنه مادة شديدة السمية تشكل خطورة كبيرة جداً على البشر إذا وصلت إلى داخل الجسم سواء كان ذلك عن طريق الاستنشاق أو البلع أو الامتصاص عن طريق الجلد.


عام ١٩٤٠ ظهرت دراسة بواسطة معهد البترول الأمريكي API أكدت أن مركب البنزين واحد من مسببات سرطان الدم المعروف بإسم اللوكيميا {عفانا الله وإياكم}، وأنه يؤثر أيضاً على الجهاز العصبي تأثير يشبه الكحوليات والمواد المخدرة.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-