مدينة قامت بالرقص حتى ماتت (طاعون الرقص أو وباء الرقص) !
تعود جذور موضوعنا إلى عام 1518م ، في مدينة "ستراسبورغ" شرق فرنسا ، حيث كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية ، ظن سكان هذه المدينة أن اليوم سيكون عادياً كأي يوم من الأيام الماضية .
حيث ظل يومهم عادياً ، حتى ظهرت إمرأة تدعى "فراو تروفيا" وجدوها فى الشارع وهى ترقص ، إعتقد الناس أنها إمرأة سعيدة وسوف تهدأ بعد قليل إلا أن هذه الإمرأة أخذت ترقص لمدة 4 - 6 أيام متواصلة وكأن الأمر عدوى .
وما حصل بعد ذلك إنضم إليها 34 شخصاً آخر في الرقص ، حيث تفاقمت الأمور حتى بدأت المدينة بأكملها تفعل هذا الأمر وظل المئات يرقصون بشكل متواصل لمدة شهر كامل أو أكثر ، وقد مات العديد منهم بسبب الإرهاق والتعب الشديد ومنهم من مات بنوبات قلبية وسكتات دماغية ! .
وسُمي الخبراء هذا الفعل بإسم "طاعون الرقص" ، وسجل التاريخ العديد من الحالات المشابهة في أوروبا ، إلا أن ما حدث في هذه المدينة كان الأخطر والأشد و الأكثر من حيث عدد الضحايا من هذا الوباء الغريب .
تم توثيق هذه الحادثة تاريخياً ، بما في ذلك مذكرات الطبيب المواعظ في كاتدرائية المدينة ، السجلات المحلية والإقليمية وأيضا المذكرات الصادرة من قبل مجلس مدينة "ستراسبورغ" ، حيث كلها تؤكد أن الضحايا رقصوا ، وغير معروف لماذا رقص هؤلاء الناس ، قد قال البعض أن رقصهم له علاقة بالأجرام السماوية .
سعى بعض نبلاء المدينة إلى الإستعانة بنصيحة الأطباء المحليين ، اللذين إستبعدوا أن السبب متعلق بالأجرام السماوية أو أى أسباب أخرى خارقة للطبيعة ، ولكنهم أعلنوا أن السبب في وباء الرقص هو مرض طبيعي ناتج عن زيادة الدم الحار .
ولكن الغريب في الأمر أن العلاج المقترح لم يكن بإستخراج الدماء الحارة عن طريق الإحتجام ، مثلا بل نصحوهم بالمزيد من الرقص حيث قاموا بإفتتاح قاعة مُخصصة للرقص ، وبذلك إعتقدوا أن الراقصين سيتعافون من هذا الأمر إذا رقصوا بشكل مستمر ليلاً ونهاراً .
ذكر المؤرخ "جون والر" أن شخصاً في قوة عداء الماراثون مثلا لن يستطيع أن يجاري هؤلاء الراقصيين في حركتهم وجهودهم المكثفة التي أدت بهم إلى الموت .