لطالما سمعنا أن عطر المسك يُستخرج من الغزال، ولكن كيف يتم ذلك بالضبط؟ في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيف يتم الحصول على المسك من غزال المسك؟.
ما هي فوائد مسك الغزال؟
يُعتبر المسك من أفخم أنواع العطور في العالم، حيث يتميز بتأثيره الفريد الذي يساعد الجسم على الاسترخاء ويمنح إحساسًا بالراحة.
من أين يستخرج المسك من غزال المسك؟
يُستخرج المسك من غدة كيسية تقع في بطن غزال المسك، حيث تفرز هذه الغدة مادة عطرية ذات رائحة قوية. يكون حجم الغدة قريبًا من حجم بيضة الدجاجة، وتكون إفرازاتها داكنة اللون تميل إلى الأحمر، وتتميز بلزوجتها العالية المشابهة لقوام العسل، مما يجعلها مكونًا أساسيًا في صناعة العطور كمثبت عطري فائق الجودة.
ما هي غدة المسك وأين توجد؟
توجد غدة المسك في غزال المسك بين المعدة والأعضاء التناسلية، وهي عبارة عن كيس صغير مغطى بالشعر. وتتميز هذه الغدة بأنها موجودة فقط في الذكور، حيث تفرز رائحة جذابة لا تستطيع الإناث مقاومتها.
عند استخراج الكيس وفتحه، يكون لون الإفرازات بنيًا مائلًا إلى الأسود، لكنها تتصلب بعد الجفاف لتأخذ شكل حبيبات تُعرف تجاريًا باسم "قرون المسك"، بينما يُطلق على هذه الإفرازات المجففة اسم "حبوب المسك"، التي تُستخدم في صناعة العطور الفاخرة.
غزال المسك وأين يعيش؟
يُعرف غزال المسك بطبيعته الخجولة والانطوائية، مما يجعل العثور عليه صعبًا للغاية. ويعيش هذا الحيوان في البيئات الجبلية والغابات الكثيفة، وخاصة في مناطق مثل مرتفعات الهيمالايا، جبال التبت، سيبيريا، والشمال الغربي للصين.
كيف يتم اصطياد غزال المسك؟
يقوم الصيادون بمراقبة غزال المسك لفترات طويلة للتأكد من حالته الصحية، ويتم اصطياده خلال موسم محدد من العام. وللأسف، في بعض الحالات، يتم قتل الغزال لاستخراج كيس المسك منه، حيث يُجفَّف تحت أشعة الشمس أو يُوضع في الزيت الساخن للحفاظ عليه.
لكن الخبر السار هو أن هناك طريقة للحصول على المسك دون الإضرار بغزلان المسك. فعندما يمتلئ كيس المسك، يسبب للحيوان شعورًا بالحكة الشديدة والألم، مما يدفعه إلى حكّ جسمه بالصخور الحادة للتخلص منه.
يسقط كيس المسك على الأرض أو يبقى عالقًا بالصخور، مما يجعله في حالة مثالية للجمع. يقوم الخبراء بجمع هذه الأكياس المعروفة باسم "فأر المسك"، والتي تُعتبر من العناصر النادرة والقيمة في صناعة العطور.
هل تختلف جودة المسك من مكان لأخر؟
نعم، تختلف جودة المسك حسب المنطقة التي يُجمع منها. ويُعد المسك المستخرج من الصين وجبال التبت من أرقى وأفخم الأنواع عالميًا، بينما يحتل المسك النيبالي والسيبيري المرتبة الثانية من حيث الجودة والرائحة المميزة.
حيث أصدرت العديد من الدول قوانين صارمة تمنع قتل غزلان المسك، نظرًا لأنها مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر.
كيف يتم الحصول على المسك من غزال المسك؟
تتطلب عملية استخراج المسك تقييد الغزال والاستعانة بفريق متخصص لضمان سلامته. يتم إبقاء الغزال مستلقيًا على جانبه مع كشف منطقة السُرة، ثم تُستخدم أداة مخصصة معقمة، مطلية بمعجون مضاد حيوي، لاستخراج كيس المسك بحركة دائرية دقيقة، بينما يتم تثبيته باليد الأخرى.
بعد الاستخراج، تُطلى الغدة مجددًا بمضاد حيوي لمنع حدوث أي عدوى. تستغرق العملية حوالي 15 دقيقة فقط، وتُعد الطريقة الأكثر أمانًا، حيث يمكن تكرارها سنويًا للغزال البالغ دون تعريضه للخطر.
أما الطريقة الثانية، فتتمثل في إحداث جرح بسيط في الغدة واستخراج المسك باستخدام أداة مخصصة. ومع ذلك، تتطلب هذه الطريقة تخدير الغزال، مما يشكل خطرًا أكبر على حياته. وقد أظهرت الدراسات أن الفترة المثالية لاستخراج المسك تكون بين الأسبوع الثالث من ديسمبر والأسبوع الثالث من يناير.
جميع الطرق التي ذكرناها سابقًا لاستخراج المسك تتطلب فريقًا من الخبراء المتخصصين لضمان تنفيذها بشكل آمن وفعال.
فيما يستخدم مسك الغزال؟
بعد استخراج المسك ومعالجته، يُستخدم كمُثبّت أساسي في العطور الفاخرة، مما يساعدها على الاحتفاظ برائحتها لفترات طويلة. كما يعتمد عليه العطارون المتمرسون في حفظ المستخلصات العطرية الثمينة، حيث يساهم في الحفاظ على ثباتها لسنوات دون أن تفقد خصائصها الشمية.
إلى جانب ذلك، يُعد المسك مكونًا أساسيًا في صناعة النكهات العطرية المختلفة، نظرًا لرائحته القوية والمميزة. كما يُستخدم في ابتكار تركيبات عطرية فريدة، حيث يتم مزجه مع مكونات أخرى مثل العود والورود لإنتاج روائح عصرية وفريدة من نوعها.
من الجدير بالذكر أن رائحة المسك الطبيعية قبل التكرير والمعالجة تُعرف في عالم العطور باسم "الرائحة الحيوانية"، وهي ليست محببة، لكنها تكتسب طابعًا مميزًا وجذابًا بعد معالجتها وتحسينها.
أما بالنسبة للمسك الأصلي، فهو يأتي عادةً بلون أسود مائل أحيانًا إلى البنفسجي، ويكون جافًا ذو سطح ناعم ومذاق مُرّ. ويُذكر أن المسك الفاخر ذو الجودة العالية كان يُحفظ قديمًا في أوانٍ مصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس، حيث كان يُستخدم لتعطير الممرات وقاعات الاستقبال في قصور الملوك.