لماذا لا تمتص الرمال مياه البحار والمحيطات الموجودة فوقها؟

من المعروف أن الرمال تمتص الماء بسهولة جدًا، حيث إذا قمت بسكب القليل من الماء على الرمال فسوف تمتصها الرمال خلال لحظات، لكن البحار والمحيطات دائما ما يوجد أسفلها مجموعة كبيرة من الرمال، فكيف لهذه الرمال لا تمتص المياه الموجودة فوقها؟

لماذا لا تمتص الرمال مياه البحار والمحيطات الموجودة فوقها؟


من أين تأتي الرمال؟


عند النظر على أي شاطئ، سنجده يحتوي على كميات كبيرة من الرمال على طول الساحل، لكن من أين أتت هذه الرمال؟، الرمال الموجودة على الشواطئ لا تأتي من باطن البحر كما يعتقد البعض، فليس هذا المصدر الأساسي لها.


هذه الرمال تتكون بشكلٍ أساسي من العوامل الجوية، عمليات النحت والترسيب التي تحدث للصخور الموجودة على اليابس حول منطقة الشاطئ، المد والجزر الذي يحدث في البحر باستمرار، تصطدم بقوة في الصخور الموجودة على الشاطئ.


حيث يؤدي ذلك إلى تآكلها، وتبدا هده الصخور في التفتت ببطء وتتحول إلى أجزاء صغيرة، ليس ذلك فقط، بل أن عوامل التعرية الاخرى تتسبب في إنهيار الصخور الموجودة بالقرب من الشواطئ، مثل الرياح وتيارات المحيط وتساقط الأمطار والحرارة والبرودة وغيرهم.


تتفتت الصخور وتبدا في التراكم على طول الخط الساحلي على هيئة رمال، وهذه العملية لا تحدث في يوم، بل تحدث على مدار آلاف ومئات السنيين، وباختصار أن الرمال الموجودة على الشواطئ ما هي إلا صخور مفتتة، وتحديدًا الصخور الموجودة حول الشاطئ.


من أين تأتي ألوان الرمال؟


الصخور الموجودة حول الشاطئ، هي ما تجعل لون الرمال وملمسها لشواطئ العالم مختلفة من مكان لآخر، فرمال الشاطئ ترتبط بما حولها من الصخور، والسبب الذي جعل أغلب شواطئ العالم بين اللون الأصفر والبني، 


السبب وراء تكون الرمال باللون الأصفر والبني


هو أن أملاح الفلسبار المعدنية (feldspar) تدخل في تشكيل صخور العالم بنسبة 60%، بالإضافة إلى معدن الكوارتز (Quartz) الذي يدخل في تكوين معظم الصخور، وعندما تتفتت هذه الصخور ينتج عنها رمال من اللون الأصفر واللون البُني.


سبب تكون رمال باللون الأخضر


شاطئ باباكوليا (Papakōlea Beach) الموجود في جزيرة هاواي (hawaii island) رماله تتميز باللون الأخضر، وذلك لأن الصخور الموجودة على الجزيرة عبارة عن صخور بركانية تحتوي على معدن الزبرجد الزيتوني أو (olivine)، والذي يتكون من خليط سيليكات الماغنسيوم (Magnesium) والحديد.

شاطئ باباكوليا (Papakōlea Beach) الموجود في جزيرة هاواي (hawaii island)


سبب تكون الرمال باللون الأسود


في حين إن شاطئ بونالو (Punaluʻu Beach) الموجود أيضًا على كزيرة هاواي، فتتكون رماله من اللون الأسود، وذلك بسبب صخور البازلت (Basalt) الموجودة حول الشاطئ.

شاطئ بونالو (Punaluʻu Beach)


حقيقة وجود رمال داخل قاع البحار والمحيطات


ما ذكرناه سابقًا يوضح أن الرمال الموجودة على الشواطئ فقط، والتي ليست موجودة داخل المحيط، فمعظم البحار والمحيطات القاع الخاص بها لا يحتوي على الرمال، حيث تكون الرملة عادةً علي السطح فقط، وكميات الرمال الموجودة على الشواطئ هذه بأكملها، لا تمثل شيئًا مقارنة بكمية الماء الموجودة داخل البحار والمحيطات، وبالتالي لا تتمكن من امتصاص الماء.


السبب الذي يجعل الرمال لا تمتص مياه البحار والمحيطات


ذلك لآن مهما كان، فالرمال لديها حد معين من التشبع من الماء وبعد ذلك لا يمكنها امتصاص الماء، وبخصوص القاع مهما كانت الكمية المسربة من الرمال إلى القاع، فتكون كمية قليلة جدًا وليست مؤثرة لدرجة أنها تمتص مياه البحر.


بل وعادةً ما تكون في بعض المناطق المعينة، وعند النظر على المواد التي تغطي قيعان البحار والمحيطات عادةً، سنجد أن معظمها عبارة عن طمي وطين، النسبة التي تحتويها من الرمال تكون ذات نسبة قليلة جداً.


وحتي طبقات الطمي والطين هذه أو غيرها من الترسبات التي تكون داخل قاع المحيطات، لا يكون عمقها كبير، ففي الأسفل مباشرةً يكون هناك طبقة صخرية مسمطة، وهذه الطبقة تكون جزء من القشرة الأرضية وصلبة وليست مُنفذة للماء ومبطنة لقاع المحيط بأكمله.


وبالتالي تحافظ على المياه من التسرب لطبقات الأرض السفلي، بالإضافة أيضًا إلى طبقة العزل الموجودة في قاع البحار والمحيطات، فيوجد شيئًا آخر مهم، وهي دورة المياه في الطبيعة


ما هي دورة المياه في الطبيعة


دورة المياه في الطبيعة هي الدورة التي ج تعوض أي فقد يحدث للماء، وبغض النظر من أن هذه الدورة ليست لها نقطة انطلاق مُعينة، لكن أفضل مكان يمكن البدء منه هو المحيط.


مراحل دورة المياه في الطبيعة


أشعة الشمس تقوم بتسخين المياه الموجودة في المحيطات وتحولها إلى بخار ماء، حيث يبدأ البخار بالتصاعد إلى أعلى إلى أن يصل إلى طبقات باردة من الغلاف الجوي فيتكثف ويتحول إلى سُحب، فتأتي تيارات الهواء وتقوم بتحريك هذه السُحب من كل مكان على سطح الأرض، وأول ما السُحب وزنها يزيد وتتحول إلى غيوم.


تبدأ في الانتشار على هيئة أمطار، بعضا يسقط في المحيط مرةً ثانية وبعضها يسقط في الأنهار والبحيرات العذبة، وبعضها يتجمد في الجليد حتي يعود يذوب مرة اخرى ويتدفق على سطح الأرض مرة ثانية، وبعض الأمطار تتسرب داخل التربة وتتخزن بداخلها على هيئة مياه جوفية.


لكن أغلب المجاري المائية تكون متصلة مع بعضها في النهاية وبينهم شبكة ضخمة تصب في المحيط مرةً ثانية، وحتي الأماكن المعزولة التي يوجد بها كميات محدودة من الماء المخزنة في التربة، تتمكن النباتات من امتصاصها عن طريق الجذور، وبعد ذلك تطلقها للهواء الجوي مرة آخرى من خلال عملية النتح،


ونفس الأمر يمكن إسقاطه على رملة الشواطئ بالظبط، إذا كانت الرملة في الشواطئ امتصت جزء من مياه البحر، هذه المياه سوف تتبخر بعد ذلك وتسقط مرة اخري على هيئة أمطار.


وبالتالي دورة المياه هذه، هي التي تجعل البحار والمحيطات دائمًا مليئة بالمياه، ولذلك مستوي المياه بداخلهم ثابت نسبيًا ولا يتغير حتى على مدار آلاف السنيين، لكن مع ذلك تتوقع العلماء أن مستوي المحيطات يرتفع في المستقبل بسبب ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.


وأن القمم الجليدية في المناطق القطبية سوف تبدأ في الذوبان، والثلج الذي سوف يذوب هو من سيرفع المنسوب، لكن مع ذلك المسطحات المائية بعيدة كل البعد على أن تجف بسبب الرمال.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-