لماذا تنفق السعودية كل هذه الأموال على كرة القدم؟

في نهاية شهر ديسمبر من عام ٢٠٢٢ قد فاجأَ الدوري السعودي العالم بأكمله بصفقة مدوية مع أحد أساطير كرة القدم "كريستيانو رونالدو" والذي تقاضى مقابل هذه الصفقة مبلغ خُرافي.

لماذا تنفق السعودية المليارات على كرة القدم؟
حيث لم يكن الحدث فردي، وبعد فترة صغيرة بدأت تتوالى الصفقات فقد أحضر الدوري السعودي لاعبين من العيار الثقيل التي لم تشهدها المنطقة العربية من قبل، لكن هنا يظهر سؤال لماذا قررت المملكة العربية السعودية فجأةً صرف هذا الكم الهائل من الأموال في المجال الرياضي وتحديداً كرة القدم وهل الهدف اللذين يسعون إليه يستحق هذا الكم من المليارات؟

صفقة التعاقد مع كريستيانو رونالدو


بعد فسخ التعاقد بالتراضي بين كريستيانو رونالدو ومنشستر يونايتد أصبح كريستيانو لاعبًا حرًا وهنا بدأت تظهر العديد من الشائعات أن هناك أندية سعودية قد دخلت في مفاوضات مع اللاعب كريستيانو وبالطبع فالاغلب كان يشك في هذا الأمر وهو إحضار لاعب مثل كريستيانو للمشاركة في الدوري السعودى.


لكن مع ذلك السعودية واللاعب كريستيانو قد خالفوا كافة التوقعات ونجح نادي النصر السعودي في التعاقد مع اللاعب المعروف كريستيانو مقابل صفقة بلغت ٢٢٠،٠٠٠،٠٠٠ مليون دولار سنويًا اي مايعادل ٦٠٠،٠٠٠ ألف دولار لليوم الواحد.


صفقة رونالدو لم تكن مجرد حدث إعلامي، فقد كانت بداية لنقل الدوري السعودى لمستوي جديد تماماً، حيث كان سوق الانتقالات الصيفية لعالم ٢٠٢٣ كان أبسط دليل على ذلك.


أشهر اللاعبين المتعاقدة مع أندية الدوري السعودي

 

الدوري السعودي قد نجح في التعاقد مع لاعبين من العيار الثقيل من كافة الدوريات الكبيرة، أبرزهم كان اللاعب "كريم بنزيما" واللاعب "نيمار" بالإضافة إلى اللاعب "رياض محرز" و "ساديو ماني" وغيرهم..


وفي مدة زمنية قصيرة أنفق الدوري السعودي مئات الملايين من الدولارات للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين، لدرجة أن إجمالي المصروفات التي تعود إلى تاريخ ٢٨/٨/٢٠٢٣ قد وصلت إلى أكثر من ٩٠٠ مليون دولار طبقاً لموقع ترانسفير ماركت.


ليحتل الدوري السعودي المرتبة الثانية بعد الدوري الإنجليزي على مستوي الصرف على الصفقات، وهنا قد راود الكثير من الأشخاص لماذا تقوم السعودية بصرف هذا الكم الهائل من الملايين في مجال كرة القدم؟


لماذا تنفق السعودية كل هذه الأموال على كرة القدم؟


في عام ٢٠١٦ قد أعلنت المملكة عن برنامج ضخم تحت اسم "رؤية السعودية ٢٠٣٠" حيث يسعي هذا البرنامج لتطوير السعودية على المستوي الاجتماعي والوطني والاقتصادي، وجزء من البرنامج يستهدف تنوع مصادر الدخل لدولة السعودية بحيث لا تكون دولة بترولية.


وواحدة من المجالات المستهدفة هي الرياضة، وبالفعل وضعت المملكة العربية السعودية خطة بعنوان أستراتيجية التحول تقوم في الأساس على تطوير المجال الرياضي وخصوصًا كرة القدم.


بحيث تساهم في رفع القيمة التجارية للدوري السعودي وجذب المستثمرين للاستثمار في الدوري، بالإضافة إلى المساعدة في رفع مستوي الدوري السعودي ومنتخب السعودية من خلال مشاركتهم مع الاعبين.


صندوق الاستثمارات العامة السعودي


أهم الخطوات المنفذة في خطة أستراتيجية التحول هذه كانت قرار تحويل عدد من الأندية إلى شركات واستحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على ٧٥٪؜ منها، وصندوق الاستثمارات هذا هو واحد من أكبر الصناديق السيادية في العالم بأكمله تبلغ قيمة أصوله ٧٧٦ مليار دولار.


الأندية التي تم الاستحواذ عليها من هذا الصندوق كانت عمالقة الدوري السعودي( النصر - الهلال - الأهلي السعودي - الاتحاد ) والتي تعتبر أكبر الأندية المنفذة لصفقات من العيار الثقيل في الفترة الأخيرة.


بإلاضافة إلى ذلك الدوري السعودي غير خاضع إلى القيود المالية ومعايير اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أن الدوري السعودي يمكنه دفع اي مبالغ مالية دون مواجهة مشاكل قانونية.


أثر التجربة السعودية على الكرة الأوروبية 


ما حدث في السعودية قد عرِفه العالم بأكمله فقد بث الذعر في كافة أنحاء الكرة الأوروبية بأكملها، العروض الخرافية المقدمة للاعبين من الصعب رفضها حتي إذا كان النادي متمسكاً باللاعب، الفريق السعودي يمكنه الضغط من خلال عروضه الخرافية المقدمة لاي فرقة والتعاقد مع أهم اللاعبين لديهم.


مثال على ذلك الرغبة الكبيرة لنادي الاتحاد السعودي في ضم اللاعب المصري "محمد صلاح"، ولان فترة الانتقالات الصيفية ليست متوافقة مع أغلب الدوريات الأوروبية فالاتحاد يمكنه التعاقد مع اللاعب محمد صلاح إلى وقت ٧ ستمبر بالرغم من أن باب القيد في الدوري الإنجليزي قد أُغلق.


حيث لا يقتصر الموضوع على أندية الدوري الإنجليزي فقط، كافة الفرق الأوروبية تتناباها حالة من الذعر، لدرجة أن رئيس الاتحاد الأوروبي "ألكسندر تشيڤيرين" في أحد تصريحاته قد انتقد استرتيجيات الدوري السعودي في استقطاب اللاعبين


وقوله بالنص "أن ما تفعله السعودية خطأ ويجب توجيه جهودهم في الاستثمار في الاكاديميات وتطوير اللاعبين السعوديين وليس شراء كافة الاعبين المحترفين من دول العالم" والتلميح إلى أن ما يفعله الدوري السعودي لا يختلف عما فعله الدوري الصيني.


التجربة الصينية في التعاقد مع أشهر لاعبي العالم


حيث قد سبق وتعاقد الأندية الصينية مع أشهر لاعبي العالم في بداية عام ٢٠١٦ لكنهم كانوا في نهاية عمرهم الكروي فقد كانت التعاقدات أيضاً مقابل مبالغ ضخمة من المال لكن انتهت التجربة في النهاية بتحقيق فشل زريع.


اللاعبين الذي توجهت إلى الصين كانت تعتبر وجودها هو بمثابة أجازة لهم وهذا ما ذكره "كارلوس ديفيز" عندما وصف فترة وجوده في شنغهاي، والحكومة الصينية قد لاحظت أن هناك انفاقات كبيرة ومعاملات مالية إلى خارج البلاد.


وعلي مستوي الفرق والدوريات لم يكن هناك تحسن ملحوظ ولذلك بعد فترة من الانتقالات الشهيرة في الموسوم من عام ٢٠١٦ إلى ٢٠١٧ فقد قررت السلطات بالتدخل ووضع ما يسمي بضرائب الانتقالات على التعاقدات الأجنبية، بالإضافة إلى فرض قيود على الحد الأقصى للمرتبات، وهذا ما جعل التجربة مع الوقت تفشل ولم تستفد الصين منها بشيء 


حيث أن الانتقادات إلى السعودية لم تتوقف علي تشبيها بالدوري الصيني فقط، الكثير من المُحللين قد ذكروا أن ما تفعله المملكة العربية السعودية هو أمر سياسي الغرض منه تحسين صورة المملكة أمام العالم بعيداً عن كرة القدم.


لكن هل انتقادات التجربة السعودية في محلها؟وهل المملكة تعرف ما تفعله؟ والعائد المتوقع لهذه الصفقات.



الفرق بين تجربة السعودية عن الصين في التعاقد مع أشهر لاعبي العالم


في البداية لابد من معرفة الفرق بين تجربة الدوري السعودية والدوري الصيني هو فرق كبير جداً، الدوري السعودي والكرة السعودية هي صاحبة واحدة من أقوي المستويات في الخليج العربي وقارة آسيا سواء كان ذلك على مستوي الأندية او المنتخبات.


فقد سبق وتأهل المنتخب السعودي إلي نهائيات كأس العالم في ٦ نسخ من أخر ٨ نسخ، ليكون أكثر منتخب عربي يشارك بجانب المغرب وتونس.


بالإضافة إلى ذلك المنتخب السعودي بطل لكأس آسيا ٣ مرات، وفي السنين الأخيرة الدوري السعودي يشهد تطورًا كبيراً على مستوي التقنيات المستخدمة في الدوري بجانب ذلك التعاقد مع أشهر اللاعبين المحترفين.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-