مصير ملاعب قطر بعد إنتهاء كأس العالم
الأشخاص المتابعين لكأس العالم غالباً تعرف ان قطر قامت بإنشاء 8 ملاعب خصيصاً لإستضافة كأس العالم على أراضيها وهم :
- إستاد البيت الذي إستضاف المباراة الإفتتاحية
- إستاد لوسيل
- ملعب المدينة التعليمية
- ملعب الجنوب
- ملعب أحمد بن علي
- ملعب الثمامة
- ملعب خليفة الدولي
- إستاد 974
تم إنشاء هذه الملاعب على مدار عدة سنوات وصرف عليها مليارات الدولارات، لكن الغريب عندما تعلم أنه بعد إنتهاء بطولة كأس العالم دولة قطر سوف تفكك هذه الملاعب وإزالتها من مكانها تماماً.
فما السبب في ذلك ولماذا سيتم تفكيك ملاعب قطر ومواد البناء بعد تفكيكها إلى أين ستذهب ؟!
تفكيك ملاعب قطر بعد إنتهاء كأس العالم
عندما تم اختيار دولة قطر عام 2010 من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لإستضافتها لبطولة كأس العالمسنة 2022، في وقتها كانت قطر تمتلك إستاد واحد فقط وهو إستاد خليفة الدولي الموجود في الدوحة منذ عام 1976.
ولذلك كان مُطالب منها بناء مجموعة جديدة من الملاعب يقام فيها المبارايات، حيث تمكنت دولة قطر على مدار السنوات المقدرة ببناء 7 ملاعب جديدة بالإضافة إلى تطوير إستاد خليفة الدولي وتوسيعه.
كان هناك مشكلة قبل بناء هذه الملاعب وهو أن دولة قطر ذات مساحة صغيرة، حيث تقدر مساحة الدولة 11,570 كم² يسكن هذه المساحة حوالى 3 مليون شخص.
لذلك ليس من المنطق أن يكون لديها هذا العدد من الملاعب الذي ستخدم حدث سيستمر لمدة 28 يوم وبعدها يتم هجر الملاعب.
حيث أن الدول الذي سبق وان استضافت بطولة كأس العالم لم تكن تجاربها أحسن شئ، مثل البرازيل عند إستضافتها لكأس العالم في عام 2014 صرفت مبالغ كبيرة لإنشاء الملاعب التي قامت فيها المباريات.
فتم هجر هذه الملاعب بعد إنتهاء البطولة ولم يستفد احداً بها كما الحال في ملعب (إيستاديو ناشونال) الذي تم إنشائه في العاصمة بارازيليا يتسع لأكثر من 70 ألف متفرج.
تمت تكلفته بمبلغ بلغ أكثر من 570 مليار جنيه إسترليني وكان يتم تصنيفه في وقتها أغلى ملعب كرة قدم في التاريخ، هذا الملعب حالياً يلعب على أرضه فرق الهواه ويدخله عدد قليل جداً من المشجعين.
نفس الأمر حدث مع دولة اليونان عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية عام 2004، الملاعب الذي تم بنائها وقتها مهجورة الآن تماماً وتملكت منها الحشائش والنباتات.
لذلك المسؤلين عن بناء الملاعب في قطر لجأوا إلى فكرة مبتكرة سيتم تطبيقها للمرة الأولي وهي بناء ملاعب قابلة للتفكيك.
تم بناء الملاعب في قطر بنظام الأبنية المستدامة كل شئ في الملعب يمكن تفكيكه من مكانها دون أن تتلف، هذا الكلام ينطبق على الأسقف والجدران والمقاعد بالإضافة إلى أنظمة التبريد والتكييف الذي يستخدم فيها ألواح الطاقة الشمسية.
لذلك قررت الحكومة القطرية بتفكيك حوالي 170 ألف مقعد من مدرجات الملاعب الثمانية وسيتم منحها كهدية لبعض الدول النامية، فمن المتوقع سيتم إنشاء حوالي 22 ملعب بهذه المقاعد.
نبذة عن الملاعب الثمانية والتغيرات الذي ستحدث بها
- الملعب الأول : هو ملعب 974 هذا الملعب من أغرب الملاعب الذي تم بنائها في العصر الحديث، حيث يعتبر بصمة مميزة في مجال الأبنية المستدامة.
الملعب بالكامل تم بنائه من حاويات الشحن أو ما تعرف بالكونتنر الموجودة على السفن، فقد تم بنائه من خلال تجميع 974 كونتنر جانب بعضهما بطريقة هندسية منظمة.
سبب تسميته برقم 974 هو عدد الكونتنر الموجودة فيه كما أنه وارد لم تكن صدفة لأن كود الإتصال لدولة قطر هو أيضا 974.
يوجد هذا الملعب في منطقة رأس أبوعبود بجوار ميناء الدوحة، وبعدما يتم تفكيك الحاويات سيتم استخدامها مرة ثانية في التجارة والملاحة البحرية بشكل عادى.
والسقف والعوارض المعدنية الموجودة في جوانب الملعب سيتم إستغلالها في مشاريع بنائية آخرى داخل دولة قطر، وبالنسبة لمكان الاستاد سيتم تحويله إلى موقع تجاري.
- الملعب الثاني : هو ملعب لوسيل الذي يعد أكبر الملاعب الموجودة ضمن الملاعب الآخرى وذلك لأنه يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج والذي سيشهد مباراة نهائي كأس العالم إن شاء الله.
هذا الملعب سيتم إزالة المقاعد الخاصة به وتحويل الطبقات العليا من المبني إلى وحدات سكنية والوحدات السفلية سيتم تحويلها إلى مرافق لكي تُخدم مدينة لوسيل بأكملها.
هذه المرافق مثل المحلات التجارية والمقاهي والمدارس بالإضافة إلى العيادات، بالنسبة للهيكل الخارجي للإستاد سيتم المحافظة عليها كما موجود حالياً دون إزالته لكي يبقي ذكره للمونديال ودليل على النجاح لاحتضان أكبر محافل كرة القدم، فهذا بدوره يعزز ثقة الأجيال الصغيرة في أنفسهم وبلادهم.
- الملعب الثالث : هو ملعب البيت والذي اقيم فيه المباراة الافتتاحية، ويعتبر ثاني اكبر ملعب في المجموعة يتسع لحوالي 60 ألف متفرج ويتميز في بنائه علي شكل الخيمة الكبيرة التي تغطي الملعب بالكامل.
فهو مستوحي من بيت الشعر أو الخيمة التي كان يسكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مر التاريخ.
وبعد إنتهاء البطولة سيتم تقليص عدد مقاعد الاستاد إلى 32 ألف مقعد، والجزء العلوي منه سيتم تحويله إلى فندق 5 نجوم ومركز تسوق ومستشفي للطب الرياضي.
- الملعب الرابع : هو ملعب الثمامة والذي يميزه ان من قام بتصميمه المهندس المعماري القطري (إبراهيم الجيدة)، هذا التصميم مستوحي من غطاء الرأس أو الجحفية فهو زي تقليدي لدولة قطر وعدد أخر من دول الوطن العربي.
بعد إنتهاء البطولة سيتم إنشاء فرع من مستشفي متخصصة في طب العظام والطب الرياضي داخل الملعب وبناء فندق صغير في منطقة المدرجات العلوية وتقليل عدد مقاعد الاستاد من 44 ألف مقعد إلى 20 ألف مقعد.
- الملعب الخامس : هو ملعب المدينة التعليمة المبني على شكل الماسة والواجهة الخاصة به على شكل مثلثات واشكال هندسية متداخلة، هذا الملعب تم بناءه وسط مجموعة من الجامعات في مركز قطر العالمي للتميز.
لذلك ستقوم الحكومة القطرية بإهدائه إلى الفرق الرياضية الجامعية بعد انتهاء مباريات كاس العالم، وسيكون مركز دائم لمنتخب قطر الوطني للسيدات وتقليل عدد المقاعد الخاصة به من 44 ألف إلى 20 ألف مقعد.
- الملعب السادس : هو ملعب الجنوب الذي يعتبر أول ملعب تم بنائه من الملاعب الجديدة فهو من تصميم المعمارية العراقية المشهورة (زها حديد)، هذا الملعب على شكل قوقعة والاطار مستوحي من أشرعة المراكب التقليدية.
وهذا نظراً لأنه تم بنائه في مدينة (مدينة الوكرة) فلدى سكانها تاريخ طويل في الصيد والبحث عن اللؤلؤ، وأكثر ما يميز هذا الاستاد أنه ذات تبريد بالكامل على الرغم من ان سطحه مفتوح.
الموضوع يعتمد على فكرة ان الهواء الساخن أخف من الهواء البارد وبالتالي الهواء الساخن هو الذي يخرج من الاستاد والبارد يبقي في داخل الاستاد، هذا مايميز ملعب الجنوب وذلك لان ظروف اللعب بداخله تكون مثالية بغض النظر عن درجة الحرارة خارج الملعب.
التكييفات الخاصة بالملعب قابلة للتفكيك ومن المتوقع ان يتم نقلها بعد ذلك وومنحها للدول الذي ستستضيف كأس العالم سنة 2026 وهم :
- أمريكا
- كندا
- المكسيك
بالإضافة إلى تقليل القدرة الاستعابية للملعب من 44 ألف إلى 20 ألف مقعد، وسيتم تحويله إلى مركز دائم لنادي الوكرة الرياضي.
- الملعب السابع : هو ملعب أحمد بن علي هذا الملعب يتواجد في منطقة أم الأفاعي في الريان غرب الدوحة، تصميم الاستاد يعكس الثقافة والتقاليد المحلية لسكان المنطقة وذلك لان وجهته الخارجية تشبه تموجات الكثبان الرملية.
بعد انتهاء بطولة كأس العالم هذا الملعب سيكون مقر لنادي الريان القطري، وتخفيض عدد مقاعد الملعب من 45 ألف إلى 20 ألف مقعد، جميع المقاعد التي تم تخفيضها في كل الملاعب سيتم التبرع بها كما ذكرنا.
- الملعب الثامن : هو ملعب خليفة الدولي والذي يتواجد في الدوحة، هذا الملعب الوحيد الذي ستتركه دولة قطر كما هو، وذلك لان هذا الملعب يعتبر بالنسبة للقطريين من التراث الثقافي والاجتماعي العريق.
حيث استضاف قائمة طويلة من الفاعليات الرياضية التاريخية منذ إطلاقه عام 1976.