قصة الإبن الذي ترك أمه في الصحراء !

 قصة الإبن الذي ترك أمه في الصحراء !

قصة الإبن الذي ترك أمه في الصحراء

الأم كلمة صغيرة ذات عدد حروف قليلة ، لكنها تحتوى على أكبر مصادر الحب والعطاء والحنان ، فلا يوجد في هذا العالم وسادة أنعم من حضن الأم ، فمهما حاولت أن تفعل لترد جميلها عليك فلن تقدر ، فهي لا تنتظر أن تاخذ مقابل هذا العطاء ، فليس في الدنيا من السعادة والسرور عندما ترى الأم نجاح أبنائها ، فحب الأم لأبنائها لا يشيخ أبداً .


لذلك في موضوعنا لهذا اليوم ، سنتكلم عن قصة مُعبرة الإبن الذي ترك أمه فى الصحراء ! .

تحكى قصتنا ، أنه كان هناك مجموعة من العرب الذي يسكنون الصحراء لرعى مواشيهم وأغنامهم، وكان من عادة العرب التنقل من مكان إلى مكان آخر حسب ما يوجد من العشب والماء ، كان من هؤلاء العرب كان هناك رجل له أم كبيرة في السن وهو إبنها الوحيد .


كانت هذه الأم تفقد ذاكرتها في اغلب الأوقات ذلك نظراً لكبر سنها ، كانت هذه الأم متمسكة بإبنها ولاتريده أن يفارقها ، حيث كان تخريفها وفقدانها للذاكرة يضايق الإبن من أمه وتصرفاتها معه ، حيث كان إبنها يرى أن هذا الأمر يقلل من شأنه عند قومه ، كان ذلك نظره القاصر .

لكن في أحد الأيام أرادا العرب أن يرحلوا إلى مكان آخر ، فقال الإبن لزوجته (وياللخسران) فإذا قمنا بالرحيل غداً إتركى أمي بمكانها ومعها طعامها وشرابها ، لعل أن ياتى أحداً ويخلصاً منها أو تموت ، فردت عليه زوجته أبشر سوف أقوم بتنفيذ أمرك .


قام العرب بالرحبل من الغد ومن ضمنهم هذا الإبن حيث تركت الزوجة أم زوجها بمكانها كما أراد زوجها ، لكن الغريب في الأمر أنها تركت إبنها مع الام ولديهم الطعام والشراب ، فقد سار العرب وعندما حل منتصف الليل أخذوا يستريحون ، ومن ثم قام كل شخص بالجلوس بجانب أسرته وأغنامه .

لكن عندما طلب الإبن كالعادة إبنه لكى يلعب معه ، فردت عليه زوجته تخبره بأنها قد تركته مع أمه فنحن لا نريده ، فقال لها وهو يُصيح بها ماذا؟! ، فردت عليه زوجته وقالت له : "لأنه سوف يرميك في الصحراء كما رميت أمك !"حيث أخذت هذه الكلمة تنزل عليه كالصاعقة ، كان مافعله هو أنه لم يرد على زوجته بكلمة واحدة ، وذلك لأنه رأى أن ما فعله كان خطأ كبير جداً وهو تركه لأمه في الصحراء .

بعد ذلك قام مسرعاً وأسرج فرسه وعاد مكانهم لعله يلتقى بأمه وإبنه قبل ان تلتقي بهم السباع وتفترسهم ، وذلك لأن من عادة السباع هى عندما يقوموا العرب بالرحيل من مكانهم ، تتخلف هذه  الأماكن السباع وذلك لما يجدونه من بقايا طعام موجودة فتقوم بأكلها .


عندما وصل الإبن إلى أمه فى مكانها ، فقد وجد أمه حاضنة إبنه إلى صدرها حيث أخذ يحمل أمه وإبنه بعدما قبل رأس أمه عدة قبلات وهو يبكي ندماً على ما فعله ، حيث عاد بها إلى قومه ومن بعدها أصبح باراً بأمه لا تفارق عينه .

فى نهاية موضوعنا :

إنقطاع حبلك السُرى لحظة خروجك الدنيا وبقاء أثره في جسدك ، ليذكرك دائماً بوجود إنسانة عظيمة أنجبتك ، فكانت تغذيك من جسدها .

فياالله إنى أدعوك "بقدر ما نبض قلبي أن تجعل أمي أحد نساء جنتك وأن ترحم  كل من فقد أمه".

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-